تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَلَوۡلَا كَلِمَةٞ سَبَقَتۡ مِن رَّبِّكَ لَكَانَ لِزَامٗا وَأَجَلٞ مُّسَمّٗى} (129)

الآية 129 : وقوله تعالى : { ولولا كلمة سبقت من ربك لكان لزاما وأجل مسمى } هو على التقديم والتأخير ، أي { ولولا كلمة سبقت من ربك } وأجل مسمى لكان العذاب لازما لهم . يقول ، والله أعلم : يلزم كل إنسان بما عمل ، والأجل{[12493]} المسمى الساعة التي قال : { والساعة أدهى وأمر } [ القمر : 46 ] .

وجائز أن يكون قوله على غير التقديم والتأخير ، لكنه على الإضمار ، أي { ولولا كلمة سبقت من ربك لكان لزاما وأجل مسمى } ولكن سيلزمهم إلى أجل مسمى ، وهو ما ذكر في آية أخرى : { ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى } [ النحل : 61 ] .

وقوله : { ولولا كلمة سبقت من ربك } بما يكون بحق الإفضال أو توجيه الحكمة لكان العذاب لازما لهم .

وحق الإفضال ما سبق منه الوعيد أنه يؤخره{[12494]} . ولا يقال في من{[12495]} كان طريقه الإفضال : لم تفضلت ؟ وأصل هذا : { ولولا كلمة سبقت من ربك لكان لزاما وأجل مسمى } لولا ما سبق من وعده أنه لا يعذب هذه [ الأمة ] {[12496]} تعذيب إهلاك وقت تكذيبهم الرسل وردهم الآيات ، ولكن يؤخره{[12497]} إلى أجل مسمى ، وهو ما ذكرنا ، وهو قوله : { والساعة أدهى وأمر } [ القمر : 46 ] .


[12493]:أدرج قبلها في الأصل و م: قال.
[12494]:الهاء ساقطة من الأصل و م.
[12495]:في الأصل و م: ما.
[12496]:من م: ساقطة من الأصل.
[12497]:الهاء ساقطة من الأصل و م.