الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{وَتِلۡكَ نِعۡمَةٞ تَمُنُّهَا عَلَيَّ أَنۡ عَبَّدتَّ بَنِيٓ إِسۡرَـٰٓءِيلَ} (22)

وقوله : { وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ } [ الشعراء : 22 ] .

قال قتادة : هذا من موسى على جهة الإنكار على فرعون لعنه اللّه كأنه يقول : أو يَصِحُّ لك أن تَعُدَّ عليّ نعمةَ ترك قتلي من أجل أنَّك ظلمت بني إسرائيل وقتلتهم ؟ ! أي : ليست بنعمة ؛ لأَنَّ الواجب كان أَلاَّ تقتلَني ولا تقتلهم ، ولا تستعبدهم ، وقرأ الضَّحَّاك : «وتِلْكَ نِعْمَةٌ مَا لَكَ أَنْ تَمُنَّهَا عَلَيَّ » وهذه قراءة تؤيِّد هذا التأويل ، وقال الطبريُّ والسُّدِّيُّ : هذا الكلام من موسى عليه السلام على جهة الإقرار بالنعمة كأنه يقول : نعم ، وتربيتك نعمة عليَّ من حيث عَبَّدْتَ غيري وتركتني ، ولكن ذلك لا يدفع رسالتي .