بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَتِلۡكَ نِعۡمَةٞ تَمُنُّهَا عَلَيَّ أَنۡ عَبَّدتَّ بَنِيٓ إِسۡرَـٰٓءِيلَ} (22)

ثم قال عز وجل : { وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَىَّ أَنْ عَبَّدتَّ بَنِى إسراءيل } يعني : أو كان هذا نعمة تمنها علي أن عبدت بني إسرائيل ، فكأنه أنكر عليه . فقال : كيف تكون نعمتك التي تمن علي ؟ فإنك قد عبدت بني إسرائيل ، أي استعبدتهم ، وتمن علي . ويقال : قد اعترف له بالنعمة . فقال : وتلك نعمة تمن علي حيث عبدت بني إسرائيل ، ولم تعبدني . ويقال : معناه تلك نعمة ، إنما صارت نعمة بتعبيدك بني إسرائيل ، ولم تعبدني ، لأنك لو لم تعبدهم لم تجعلني أمي في التابوت حتى صرت في بيتك ، ولكن إنما صارت نعمة لأجلك ، حيث عبدت بني إسرائيل . وقال مقاتل : وتلك نعمة تمنها علي يا فرعون بإحسانك إلي خاصة ، وبترك أبنائك أن عبدت بني إسرائيل . وقال الكلبي يقول : تستعبد بني إسرائيل ، وتمن علي لذلك .