محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{وَتِلۡكَ نِعۡمَةٞ تَمُنُّهَا عَلَيَّ أَنۡ عَبَّدتَّ بَنِيٓ إِسۡرَـٰٓءِيلَ} (22)

وقوله :

وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ أَنْ عَبَّدتَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ } إبطال لمنته عليه في التربية ، ببيان أنها في الحقيقة نقمة . لأنه كان اتخذ بني إسرائيل ؛ عبيدا مسخرين في شؤونه ، مذللين لأموره ، مقهورين لعسفه . وموسى عليه السلام ، وإن لم ينله من ذلك ما نالهم ، إلا أنه لما كان منهم ، فكأنه وصل إليه ، وحل به ، كما قيل ( وظلم الجار إذلال المجير ) أي لا يفي إحسانك إلى رجل منهم بما أسأت إلى مجموعهم ، وما أنا إلا عضو منهم . وفي فحواها تقريعه بالكبرياء المتناهية ، والقسوة البالغة ، والسلطة الغالية التي من ورائها الفرج القريب ، والمخرج العجيب .