الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{خَلَقَكُم مِّن نَّفۡسٖ وَٰحِدَةٖ ثُمَّ جَعَلَ مِنۡهَا زَوۡجَهَا وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ ٱلۡأَنۡعَٰمِ ثَمَٰنِيَةَ أَزۡوَٰجٖۚ يَخۡلُقُكُمۡ فِي بُطُونِ أُمَّهَٰتِكُمۡ خَلۡقٗا مِّنۢ بَعۡدِ خَلۡقٖ فِي ظُلُمَٰتٖ ثَلَٰثٖۚ ذَٰلِكُمُ ٱللَّهُ رَبُّكُمۡ لَهُ ٱلۡمُلۡكُۖ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۖ فَأَنَّىٰ تُصۡرَفُونَ} (6)

قوله تعالى : { خَلَقَكُمْ مِّن نَّفْسٍ واحدة ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا } قيل : { ثُمَّ } هنا : لترتيب الإخْبَارِ لا لترتِيبِ الوُجُودِ ، وقيل قوله : { خَلَقَكُمْ مِّن نَّفْسٍ واحدة } : هو أخذ الذريةَ مِن ظهر آدم ، وذلك شيءٌ كان قبل خلق حَوَّاءَ ، ( ت ) : وهذا يحتاج إلى سندٍ قاطعٍ .

وقوله سبحانه : { فِي ظلمات ثلاث } قالت فرقة : الأولى هي ظَهْرُ الأَبِ ، ثم رَحِمُ الأمِّ ، ثم المَشِيمَةُ في البَطْن ، وقال مجاهد وغيره : هي المَشِيمَةُ والرَّحِمُ والبَطْنُ ، وهذه الآياتُ كلُّها فيها عِبَرٌ وتنبيهٌ على تَوْحِيدِ الخالِق الذَّي لاَ يَسْتَحِقُّ العبادةَ غَيْرُهُ وتوهينٌ لأمْرِ الأصنام .