الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{وَمَا قَدَرُواْ ٱللَّهَ حَقَّ قَدۡرِهِۦ وَٱلۡأَرۡضُ جَمِيعٗا قَبۡضَتُهُۥ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ وَٱلسَّمَٰوَٰتُ مَطۡوِيَّـٰتُۢ بِيَمِينِهِۦۚ سُبۡحَٰنَهُۥ وَتَعَٰلَىٰ عَمَّا يُشۡرِكُونَ} (67)

وقوله تعالى : { وَمَا قَدَرُواْ الله حَقَّ قَدْرِهِ } معناهُ وما عَظَّمُوا اللَّه حقَّ عظَمتهِ ، ولا وَصَفُوهُ بصفاتِهِ ، ولا نَفَوْا عَنْهُ مَا لاَ يليقُ به ، قال ابن عبَّاسٍ : نزلتْ هذه الآيةُ في كُفَّارِ قُرَيْشٍ الذينَ كَانَتْ هذهِ الآياتُ كلُّها محاورةً لهم ، وردًّا عليهم ، وقالت فرقة : نزلتْ في قومٍ من اليهودِ تَكَلَّمُوا في صفاتِ اللَّه تعالى ، فَأَلْحَدُوا وَجَسَّمُوا وَأَتَوْا بِكُلِّ تَخْلِيطٍ .

وقوله تعالى : { والأرض جَمِيعاً قَبْضَتُهُ } معناه : في قَبْضَتِهِ ، واليمينُ هنا ، والقبضةُ عِبارةٌ عَنِ القُدْرَةِ والقُوَّةِ ، وما اختلج في الصُّدُورِ من غَيْرِ ذَلِكَ بَاطِلٌ .