الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{وَٱسۡتَغۡفِرِ ٱللَّهَۖ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ غَفُورٗا رَّحِيمٗا} (106)

قوله تعالى : { واستغفر الله }[ النساء :106 ] .

ذهب الطبريُّ إلى أنَّ المعنَى : استغفر مِنْ ذَنْبِكَ في خِصَامِكَ للنَّاس .

قال ( ع ) : وهذا ليس بذَنْبٍ ، لأنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم إنما دَافَعَ عن الظاهرِ ، وهو يعتقدُ براءتهم ، والمعنى : واستغفر للمؤْمنينَ مِنْ أمَّتك ، والمتخاصِمِينَ بالباطل ، لا أنْ تكون ذا جدلٍ عنهم ، وعن أبي هُرَيْرة ، قال : قَالَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : ( مَنْ جَلَسَ فِي مَجْلِسٍ ، فَكثُرَ فِيهِ لَغَطُهُ ، فَقَالَ قَبْلَ أَنْ يَقُوَم مِنْ مَجْلِسِهِ ذَلِكَ : «سُبْحَانَكَ ، اللَّهُمَّ ، وَبِحَمْدِكَ ، لاَ إلَهَ إلاَّ أَنْتَ ، أَسْتَغْفِرُكَ ، وَأَتُوبُ إلَيْكَ ، إلاَّ غُفِرَ لَهُ مَا كَانَ فِي مَجْلِسِهِ ذَلِكَ » ) ، رواه أبو داود ، والتِّرمذيُّ ، والنسائِيُّ ، والحاكمُ ، وابنُ حِبَّانَ في «صحيحيهما » ، وقال الترمذيُّ ، واللفظ له : حديثٌ حسنٌ صحيحٌ غريبٌ ، ورواه النسائيُّ ، والحاكمُ أيضاً مِنْ طُرُق عن عائشةَ ، وغيرها . انتهى من «السلاح » .