الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{هَـٰٓأَنتُمۡ هَـٰٓؤُلَآءِ جَٰدَلۡتُمۡ عَنۡهُمۡ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا فَمَن يُجَٰدِلُ ٱللَّهَ عَنۡهُمۡ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ أَم مَّن يَكُونُ عَلَيۡهِمۡ وَكِيلٗا} (109)

قوله تعالى : { هاأنتم هاؤلاء }[ النساء :109 ] .

خطابٌ للقوم الذين يَتَعَصَّبون لأَهْلِ الرَّيْبِ والمعاصِي ، ويندرجُ في طَيِّ هذا العمومِ أهْلُ النازلةِ ، وهو الأظهرُ عنْدِي ، بحُكْم التأكيدِ بهؤلاءِ ، وهِيَ إشارةٌ إلى حاضِرِينَ ، ومِن «مصابيح البَغَوِّي » عن أبي دَاوُدَ ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : ( مَنْ حَالَتْ شَفَاعَتُهُ دُونَ حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللَّهِ ، فَقَدْ ضَادَّ اللَّهَ ، وَمَنْ خَاصَمَ فِي بَاطِلٍ ، وَهُوَ يَعْلَمُهُ لَمْ يَزَلْ فِي سَخَطِ اللَّهِ ، حتى يَنْزِعَ ، وَمَنْ قَالَ فِي مُؤْمِنٍ مَا لَيْسَ فِيهِ ، أَسْكَنَهُ اللَّهُ رَدْغَةَ الخَبَالِ ، حتى يَخْرُجَ مِمَّا قَالَ ) ، ويروى : ( مَنْ أَعَانَ على خُصُومَةٍ لاَ يَدْرِي أَحَقٌّ أَمْ بَاطِلٌ ، فَهُوَ فِي سَخَطِ اللَّهِ ، حتى يَنْزِعَ ) انتهى .

وقوله تعالى : { فَمَن يجادل الله عَنْهُمْ يَوْمَ القيامة . . . } ، وعيدٌ محْضٌ .