وقوله سبحانه : { إِنَّ الذين يُبَايِعُونَكَ } : يريد في بيعة الرضوان ، وهي بيعة الشجرة ، حين أخذ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم الأهبة لقتال قريش ، لِمَا بَلَغَهُ قتل عثمانَ بن عفانَ ، رسولِهِ إليهم ، وذلك قبل أن ينصرفَ من الحُدَيْبِيَّةِ ، وكان في ألف وأربعمائة ، وبايعهم صلى الله عليه وسلم على الصبر المتناهي في قتال العَدُوّ إلى أقصى الجهد حتى قال سَلَمَةُ بن الأكوع وغيره : بايعنا رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم على الموت ، وقال عبد اللَّه بن عمر ، وجابر بن عبد اللَّه : بايعنا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم على أَلاَّ نَفِرّ ، والمبايعة في هذه الآية مُفَاعَلَةٌ من البيع ؛ لأنَّ اللَّه تعالى اشترى منهم أنفسهم وأموالهم بأَنَّ لهم الجنة ، ومعنى : { إِنَّمَا يُبَايِعُونَ الله } أَنَّ صفقتهم إنما يمضيها ويمنح الثمن اللَّه تعالى .
( ت ) : وهذا تفسير لا يَمَسُّ الآية ، ولا بُدَّ ، وقال الثعلبيُّ : إنما يبايعون اللَّه أي : أخذك البيعة عليهم عقد اللَّه عليهم ، انتهى . وهذا تفسير حسن .
وقوله تعالى : { يَدُ الله } قال جمهور المتأولين : ( اليد ) بمعنى النعمة ، إذْ نعمة اللَّه في نفس هذه المبايعة لما يستقبل من محاسنها { فَوْقَ أَيْدِيهِمْ } : التي مَدُّوها لبيعتك ، وقيل : المعنى : قُوَّةُ اللَّه فوقَ قُوَاهُمْ في نصرك .
( ت ) : وقال الثعلبيُّ : { يد اللَّه فوق أيديهم } أي : بالوفاء والعهد ، وقيل : بالثواب ، وقيل : يد اللَّه : في المِنَّةِ عليهم فوق أيديهم : في الطاعة عند المبايعة ، وهذا حَسَنٌ قريب من الأول .
وقوله تعالى : { فَمَن نَّكَثَ } أي : فَمَنْ نقض هذا العهد ، فإنما يجني على نفسه ، و { مَنْ أَوفى بما عاهد عليه اللَّهَ فسنؤتيه أجراً عظيماً } وهو الجنة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.