الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{قُل لِّلۡمُخَلَّفِينَ مِنَ ٱلۡأَعۡرَابِ سَتُدۡعَوۡنَ إِلَىٰ قَوۡمٍ أُوْلِي بَأۡسٖ شَدِيدٖ تُقَٰتِلُونَهُمۡ أَوۡ يُسۡلِمُونَۖ فَإِن تُطِيعُواْ يُؤۡتِكُمُ ٱللَّهُ أَجۡرًا حَسَنٗاۖ وَإِن تَتَوَلَّوۡاْ كَمَا تَوَلَّيۡتُم مِّن قَبۡلُ يُعَذِّبۡكُمۡ عَذَابًا أَلِيمٗا} (16)

وقوله سبحانه : { سَتُدْعَوْنَ إلى قَوْمٍ أُوْلِى بَأْسٍ شَدِيدٍ } قال قتادة وغيره : هم هوازن وَمَنْ حارب النبيَّ عليه السلام يومَ حُنَيْنٍ ، وقال الزُّهْرِيُّ وغيره : هم أهل الرِّدَّةِ وبنو حنيفة باليمامة ، وحكى الثعلبيُّ عن رافع بن خديج أَنَّهُ قال : واللَّهِ لقد كُنَّا نقرأ هذه الآية فيما مضى ، ولا نعلم مَنْ هم حَتَّى دعا أبو بكر إلى قتال بني حنيفة ، فعلمنا أَنَّهُمْ هم المراد ، وقيل : هم فارس والروم ، وقرأ الجمهور : ( أَوْ يُسْلِمُونَ ) على القطع أي : أو هم يسلمون دونَ حرب ، قال ابن العربي : والذين تَعَيَّنَ قتالُهم حتى يسلموا مِنْ غير قبول جزية ، هم العرب في أَصَحِّ الأقوال ، أوِ المرتدون ، فأَمَّا فارس والروم فلا يُقَاتَلونَ إلى أَنْ يسلموا ؛ بل إنْ بذلوا الجزية قُبِلَتْ منهم ، وهذه الآية إخبار بمغيب ؛ فهي من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم ، انتهى من «الأحكام » .

وقوله : { فَإِن تُطِيعُواْ } أي : فيما تُدعون إليه ، وباقي الآية بَيِّنٌ .