مدنية وآياتها 29 ، هذه السورة نزلت على النبي صلى الله عليه و سلم منصرفة من الحديبية وفي ذلك أحاديث كثيرة عن أنس وابن مسعود وغيرهما وفي تلك السفرة قال النبي صلى الله عليه و سلم لعمر : " لقد أنزلت علي الليلة سورة هي أحب إلي من الدنيا وما فيها " خرجه البخاري وغيره .
قوله عز وجل : { إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُّبِيناً } الآية ، قال قوم : يريد فَتْحَ مَكَّةَ ، وقال جمهور الناس ، وهو الصحيح الذي تَعْضُدُهُ قصة الحديبية : إنَّ قوله : { إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ } إنَّما معناه هو ما يَسَرَّ اللَّه عز وجل لنبيِّه في تلك الخرجة من الفتح البَيِّنِ الذي استقبله ، ونزلت السورة مؤنسة للمؤمنين ؛ لأَنَّهم كانوا استوحشوا من رَدِّ قريشٍ لهم ومن تلك المهادنة التي جعلها اللَّه سبباً للفتوحات ، واستقبل النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم في تلك السفرة أَنَّهُ هَادَنَ عَدوَّه ريثما يَتَقَوَّى هو ، وظهرت على يديه آية الماء في بئر الحديبية ؛ حيث وضع فيه سهمه ، وثاب الماء حتى كَفَى الجيش ، واتَّفَقَتْ بيعةُ الرضوان ، وهي الفتح الأعظم ؛ قاله جابر بن عبد اللَّه والبَرَاءُ بن عازب ، وبلغ هَدْيُهُ مَحِلَّهُ ؛ قاله الشَّعْبِيُّ ، واستقبل فتح خيبر ، وامتلأت أيدي المؤمنين ، وظهرت في ذلك الوقت الروم على فارس ، فكانت من جملة الفتح ؛ فَسُرَّ بها صلى الله عليه وسلم هو والمؤمنون ؛ لظهور أهل الكتاب على المجوس ، وشَرَّفَه اللَّه بأنْ أخبره أَنَّه قد غفر له ما تقدَّمَ من ذنبه وما تأَخَّرَ ، أي : وإِنْ لم يكن ذنب .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.