الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{لَوۡلَا يَنۡهَىٰهُمُ ٱلرَّبَّـٰنِيُّونَ وَٱلۡأَحۡبَارُ عَن قَوۡلِهِمُ ٱلۡإِثۡمَ وَأَكۡلِهِمُ ٱلسُّحۡتَۚ لَبِئۡسَ مَا كَانُواْ يَصۡنَعُونَ} (63)

قوله تعالى : { لَوْلاَ ينهاهم الربانيون والأحبار }[ المائدة :63 ] .

تحضيضٌ في ضمنه توبيخٌ لهم ، قال الفَخْر : والمعنى هَلاَّ ينهاهم ؟ انتهى .

قال الطبريُّ : كان العلماءُ يقُولُون : ما في القرآن آيةٌ هي أشَدُّ توبيخاً للعلماءِ من هذه الآية ، ولا أخْوَفُ عليهم منْها .

وقال الضحَّاك بنُ مُزَاحِمٍ : ما في القُرآنِ آيةٌ أخْوَفُ عندي منها ، إنَّا لا ننهى ، وقال نحو هذا ابنُ عَبَّاس .

وقوله سبحانه : { عَن قَوْلِهِمُ الإثم } ظاهره أنَّ الإثم هنا يرادُ به الكُفْر ، ويحتمل أن يراد سَائِرُ أقوالهم المُنْكَرَة في النبيِّ صلى الله عليه وسلم ، والمؤمنين وقرأ ابن عباس : ( لبِئْسَ مَا كَانُوا يَصْنَعُونَ ) ، بغير لام قَسَم .