الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{أَوَمَن كَانَ مَيۡتٗا فَأَحۡيَيۡنَٰهُ وَجَعَلۡنَا لَهُۥ نُورٗا يَمۡشِي بِهِۦ فِي ٱلنَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُۥ فِي ٱلظُّلُمَٰتِ لَيۡسَ بِخَارِجٖ مِّنۡهَاۚ كَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِلۡكَٰفِرِينَ مَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ} (122)

قوله سبحانه : { أَوَ مَن كَانَ مَيْتاً فأحييناه }[ الأنعام :122 ] .

لما تقدَّم ذكْر المؤمنين ، وذكْر الكافرين ، مثَّل سبحانه في الطائفتين بأنْ شَبَّه الذين آمنوا بَعْد كفرهم بأمواتٍ أُحْيُوا ، هذا معنى قول ابن عباس ومجاهد وغيرهما ، وشَبَّه الكافرين وحَيْرَةَ جهلهم بقَوْمٍ في ظلمات يتردَّدون فيها ، ولا يمكنهم الخروجُ منها ، ليبيِّن عزَّ وجلَّ الفرق بيْنَ الطائفتَيْن ، والبَوْن بين المنزلتَيْن ، و{ نُوراً } أمكن ما يعني به الإيمان ، قيل : ويحتمل أن يراد به النُّور الذي يُؤْتَاهُ المؤمن يوم القيامة .