الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{وَإِذَا جَآءَتۡهُمۡ ءَايَةٞ قَالُواْ لَن نُّؤۡمِنَ حَتَّىٰ نُؤۡتَىٰ مِثۡلَ مَآ أُوتِيَ رُسُلُ ٱللَّهِۘ ٱللَّهُ أَعۡلَمُ حَيۡثُ يَجۡعَلُ رِسَالَتَهُۥۗ سَيُصِيبُ ٱلَّذِينَ أَجۡرَمُواْ صَغَارٌ عِندَ ٱللَّهِ وَعَذَابٞ شَدِيدُۢ بِمَا كَانُواْ يَمۡكُرُونَ} (124)

قوله سبحانه : { وَإِذَا جَاءَتْهُمْ آيَةٌ }[ الأنعام :124 ] .

أي : علامةٌ ودليلٌ على صحَّة الشرع ، تشطَّطوا ، و( قالوا ) : { لَنْ نؤمن حتَّى } يُفْلَقَ لنا البَحْرُ ، ويحيي لنا الموتى ، ونحْوَ ذلك ، فردَّ اللَّه تعالى عليهم بقوله : { الله أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ } فيمن اصطفاه ، وانتخبه ، لا فيمن كَفَرَ ، وجعل يتشطَّط على اللَّه سبحانه ، قال الفَخْر : قال المفسِّرون : قال الوليدُ بْنُ المُغِيرَةِ : لو كانتِ النبوءة حقًّا ، لكنْتُ أولى بها ، قال الضَّحَّاك : أراد كلُّ واحد من هؤلاء الكفرة أنْ يُخَصَّ بالوحْيِ والرسالةِ ، كما أخبر عنهم سبحانه : { بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امرئ مِّنْهُمْ أَن يؤتى صُحُفاً مُّنَشَّرَةً } [ المدثر : 52 ] ، انتهى .

ثم توعَّد سبحانه بأن هؤلاء المجرمين الأكابر في الدنيا سيصيبهم عند اللَّه صَغَارٌ وذلَّة .