الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{فَٱصۡبِرۡ لِحُكۡمِ رَبِّكَ وَلَا تَكُن كَصَاحِبِ ٱلۡحُوتِ إِذۡ نَادَىٰ وَهُوَ مَكۡظُومٞ} (48)

ثم أمَرَ اللَّه تعالى نبيَّه بالصَّبْرِ لِحُكْمِهِ وأنْ يَمْضِيَ لِمَا أُمِرَ بهِ من التبليغِ واحْتِمالِ الأذَى والمشقة ، ونُهِيَ عَنِ الضَّجَرِ والعَجَلَةِ التي وَقَعَ فيها يونُسَ صلى الله عليه وسلم ثم اقْتَضَبَ القصَّةَ وذَكَرَ ما وَقَعَ في آخرها من ندائِه من بطن الحوت ، { وَهُوَ مَكْظُومٌ } أي : وَهُو كَاظِمٌ لحُزْنِه ونَدَمِه ، وقال الثعلبيّ ، ونحوُه في البخاري : { وَهُوَ مَكْظُومٌ } أي : مملوءٌ غَمًّا وكَرْبَاً ، انتهى وهُوَ أقْرَبُ إلى المعنى ، وقال النَّقَّاشُ : ( المكظومُ ) الذي أُخِذَ بِكَظْمِه ، وهي مَجَارِي القلبِ .