الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{وَإِن يَكَادُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَيُزۡلِقُونَكَ بِأَبۡصَٰرِهِمۡ لَمَّا سَمِعُواْ ٱلذِّكۡرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُۥ لَمَجۡنُونٞ} (51)

ثم قال تعالى لنبيه : { وَإِن يَكَادُ الذين كَفَرُواْ لَيُزْلِقُونَكَ بأبصارهم } المعنى يكادُوْنَ مِنَ الغَيْظِ والعداوةِ يُزْلِقُونَه فَيُذْهِبُونَ قدمَه مِنْ مَكَانِها ، ويُسْقِطُونَه ، قال عياض : وقَدْ رُوِيَ عن ابن عباس أنه قال : كلُّ مَا في القرآن : «كاد » فَهُو مَا لاَ يَكُونُ ، قال تعالى : { يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بالأبصار } [ النور : 43 ] وَلَمْ يُذْهِبْهَا و{ أَكَادُ أُخْفِيهَا } [ طه : 15 ] وَلَمْ يَفْعَلْ ، انتهى . ذكره إثرَ قَوْلِه تعالى : { وَإِن كَادُواْ لَيَفْتِنُونَكَ } وقرأ الجمهور : ( لَيُزْلِقُونَكَ ) بِضَمِّ اليَاءِ مِنْ : أزْلَقَ ، ونَافِعٌ بِفَتْحِها ، من : زُلِقَتِ الرّجْلُ ، وفي هذا المعنى قولُ الشاعر :

يَتَقَارَضُونَ إذَا التقوا في مَجْلِس *** نَظَراً يَزِلُّ مَوَاطِئ الأَقْدَامِ

وَذَهَبَ قَوْمٌ من المفسرينَ على أن المعنى : يأخذونَك بالعَيْنِ ، وقال الحسَنُ : دَوَاءُ مَنْ أَصَابَتْهُ العينُ أن يقرأَ هذهِ الآيةَ .