وإن أعرضت عن ذي القربى والمسكين وابن السبيل حياء من الردّ { فَقُل لَّهُمْ قَوْلاً مَّيْسُورًا } فلا تتركهم غير مجابين إذا سألوك . وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا سئل شيئاً وليس عنده أعرض عن السائل وسكت حياء . قوله { ابتغاء رَحْمَةٍ مّن رَّبّكَ } إمّا أن يتعلق بجواب الشرط مقدّماً عليه ، أي : فقل لهم قولاً سهلاً ليناً وعدهم وعداً جميلاً ، رحمة لهم وتطييباً لقلوبهم ، ابتغاء رحمة من ربك ، أي : ابتغ رحمة الله التي ترجوها برحمتك عليهم . وإما أن يتعلق بالشرط ، أي : وإن أعرضت عنهم لفقد رزق من ربك ترجو أن يفتح لك ، فسمى الرزق رحمة ، فردّهم ردّاً جميلاً ، فوضع الابتغاء موضع الفقد ؛ لأنّ فاقد الرزق مبتغ له ، فكان الفقد سبب الابتغاء والابتغاء مسبباً عنه ، فوضع المسبب موضع السبب . ويجوز أن يكون معنى { وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ } وإن لم تنفعهم ولم ترفع خصاصتهم لعدم الاستطاعة ، ولا يريد الإعراض بالوجه كناية بالإعراض عن ذلك ؛ لأن من أبى أن يعطي : أعرض بوجهه . يقال : يسر الأمر وعسر ، مثل سعد الرجل ونحس فهو مفعول . وقيل معناه : فقل لهم رزقنا الله وإياكم من فضله ، على أنه دعاء لهم ييسر عليهم فقرهم ، كأن معناه : قولاً ذا ميسور ، وهو اليسر ، أي : دعاء فيه يسر .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.