تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَإِمَّا تُعۡرِضَنَّ عَنۡهُمُ ٱبۡتِغَآءَ رَحۡمَةٖ مِّن رَّبِّكَ تَرۡجُوهَا فَقُل لَّهُمۡ قَوۡلٗا مَّيۡسُورٗا} (28)

الآية28 : وقوله تعالى : { وإما تعرضن عنهم ابتغاء رحمة من ربك ترجوها }( روي عن الحسن أنه ){[10823]} قال : ( كان النبي صلى الله عليه وسلم يسأل فيقول : ما لآل محمد ، وإنهم لتسعة أبيات ، إلا صاع من طعام ، فأنزل الله تعالى : { فقل لهم قولا ميسورا } )( بنحوه البخاري2508 ) أي عدهم أنه سوف يأتي الرزق .

وعن{[10824]} ابن عباس رضي الله عنه ( أنه ){[10825]} قال في قوله : { وإما تعرضن عنهم }إذا سألوك ، وليس عندك شيء ، انتظرت رزقا من الله يأتيك { فقل لهم قولا ميسورا } يكون ، إن شاء الله ، شبه العدة . وأمثال هذا ، قالوه .

ويحتمل قوله { وإما تعرضن عنهم } إعراض الإجابة فذلك يكون بالاستثقال والاستخفاف مرة ، أو لما ليس عنده شيء يعطيهم ثانيا . لكن لا يعرف أن الإعراض ، كان للاستثقال أو الاستخفاف أو لما ليس عنده ما يعطيهم ، ( فأمره الله ){[10826]} أن يبين لهم أن الإعراض عنهم ليس للاستثقال والاستخفاف ، وكذلك ترك الإجابة لهم ، ولكن لما ليس عنده شيء ليعلموا أن الإعراض عنهم ليس للاستخفاف وللاستثقال ، ولكن لما ليس عند ما يعطيهم ، وهو ما قال : { فقل لهم قولا ميسورا } .

أجمع أهل التأويل أن هذا الإعراض ، هو السؤال ، لأنه كان يعرض عنهم لابتغاء ما يعطيهم ؛ فذلك الإعراض يرجع منفعة إلى السؤال . ثم اختلفوا في قوله : { ميسورا } قال بعضهم : عِدهُمْ عِدَةً حسنة إذا كان ذلك أعطيناك .

وقال بعضهم : أي عدهم خيرا . وقال بعضهم : قل لهم قولا لينا وسهلا . و قال أبو عوسجة { ميسورا } أي حسنا ، وهو من التيسير{[10827]} ونحوه . ذلك قالوا ، أي اردد عليهم ردا حسنا ليقع عندهم أن الإعراض لما ليس عندك{[10828]} شيء ، لا لوجه آخر .


[10823]:في الأصل و.م: عن الحسن.
[10824]:الواو ساقطة من الأصل و.م.
[10825]:ساقطة من الأصل و.م.
[10826]:في الأصل و.م: فأمر.
[10827]:في الأصل و.م : التفسير.
[10828]:في الأصل و.م : عنده.