ثم قال تعالى : { وإما تعرضن عنهم ابتغاء رحمة من ربك ترجوها } [ 28 ] .
أي : إن أعرضتم بوجوهكم عن هؤلاء الذين{[40816]} أمرتم إن تعطوهم حقوقهم من أجل عدمكم ، تبتغون انتظار رزق من عند الله فلا تؤيسوهم{[40817]} ولكن قولوا{[40818]} لهم قولا ميسورا ، أي : عدوهم وعدا جميلا . بأن تقولوا لهم : سيرزق الله فنعطيكم{[40819]} . . . وشبه ذلك من القول اللين . كما قال تعالى ذكره : { وأما السائل فلا تنهر }{[40820]} هذا معنى قول النخعي وابن عباس وغيرهما{[40821]} .
وقال ابن زيد : معنى الآية : إن خشيتم منهم أن ينفقوا{[40822]} ما أعطيتموهم في معاصي الله [ عز وجل ]{[40823]} ورأيتم أن منعهم خير{[40824]} ، فقولوا لهم : قولا ميسورا ، أي : قولا جميلا : رزقك الله ، ووفقك الله ونحوه{[40825]} .
وكان النبي عليه السلام إذا سئل وليس عنده شيء أمسك انتظار{[40826]} رزق{[40827]} الله [ عز وجل ]{[40828]} أن يأتي كأنه يكره الرد . فلما نزلت { فقل لهم{[40829]} قولا ميسورا } [ 28 ] كان إذا سئل ولم يكن عنده ما يعطي يقول/يرزقنا{[40830]} الله وإياكم من فضله{[40831]} .
وقال جماعة من المفسرين : [ نزلت ]{[40832]} هذه الآية في خباب ، وبلال وعامر بن فهيرة{[40833]} ، وغيرهم من فقراء المسلمين كانوا يسألون النبي صلى الله عليه وسلم فيعرض عنهم ويسكت . إذ لا يجد ما يعطيهم ، فأمر أن يحسن لهم في القول ، إلى أن يرزقه الله ما يعطيهم ، وهو قوله : { ابتغاء رحمة من ربك ترجوها } [ 28 ] ، أي : انتظار الرزق{[40834]} من ربك تتوقعه { فقل لهم قولا ميسورا } [ 28 ] أي : عدهم وعدا حسنا{[40835]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.