فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِۦ فَأَصۡبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيۡهِ عَلَىٰ مَآ أَنفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَٰلَيۡتَنِي لَمۡ أُشۡرِكۡ بِرَبِّيٓ أَحَدٗا} (42)

{ وَأُحِيطَ } به عبارة عن إهلاكه . وأصله من أحاط به العدوّ ؛ لأنه إذا أحاط به فقد ملكه واستولى عليه ، ثم استعمل في كل إهلاك . ومنه قوله تعالى { إِلاَّ أَن يُحَاطَ بِكُمْ } [ يوسف : 66 ] ومثله قولهم : أتى عليه ، إذا أهلكه ، من أتى عليهم العدوّ : إذا جاءهم مستعلياً عليهم . وتقليب الكفين : كناية عن الندم والتحسر ، لأنّ النادم يقلب كفيه ظهراً لبطن ، كنى عن ذلك بعض الكف والسقوط في اليد ، ولأنه في معنى الندم عدّى تعديته بعلى ، كأنه قيل : فأصبح يندم { عَلَى مَا أَنْفَقَ فِيهَا } أي أنفق في عمارتها { وَهِىَ خَاوِيَةٌ على عُرُوشِهَا } يعني أنّ كرومها المعرشة سقطت عروشها على الأرض ، وسقطت فوقها الكروم . قيل : أرسل الله عليها ناراً فأكلتها { ياويلتا لَيْتَنِى } تذكر موعظة أخيه فعلم أنه أتى من جهة شركه وطغيانه ، فتمنى لو لم يكن مشركاً حتى لا يهلك الله بستانه . ويجوز أن يكون توبة من الشرك ، وندماً على ما كان منه ، ودخولاً في الإيمان .