الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِۦ فَأَصۡبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيۡهِ عَلَىٰ مَآ أَنفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَٰلَيۡتَنِي لَمۡ أُشۡرِكۡ بِرَبِّيٓ أَحَدٗا} (42)

{ وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ } أي أحاط الهلاك بثمر جنّتيه ، وهي جميع صنوف الثمار . وقال مجاهد : هي ذهب وفضة ؛ وذلك أن الله أرسل عليها ناراً فأهلكها وغار ماؤها ، { فَأَصْبَحَ } صاحبها الكافر { يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ } : يصفق يده على الأُخرى ، وتقليب كفيه ظهراً لبطن ؛ تأسفاً وتلهّفاً { عَلَى مَآ أَنْفَقَ فِيهَا } يعني : عليها كقوله :

{ وَلأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ } [ طه : 71 ] أي عليها { وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا } ساقطة على سقوفها ، خالية من غرسها وبنائها { وَيَقُولُ يلَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَداً } .