الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِۦ فَأَصۡبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيۡهِ عَلَىٰ مَآ أَنفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَٰلَيۡتَنِي لَمۡ أُشۡرِكۡ بِرَبِّيٓ أَحَدٗا} (42)

ثم قال : تعالى : { وأحيط بثمره } [ 41 ] إلى قوله : { على كل شيء مفتدرا } [ 44 ] .

المعنى : وأحاط الله [ عز وجل ]{[42845]} بثمره أي أحاط عذاب الله [ عز وجل ]{[42846]} بثمره .

والثمر أنواع المال . ولو كان الثمر المأكول لوجب أن يكون لم يهلك من ماله إلا ثمر شجرة{[42847]} [ و ]{[42848]} ليس الأمر على ذلك . بل هلك كل ماله في الجنتين وهلكت الجنتان مع ذلك .

وقوله : { فأصبح يقلب كفيه على ما أنفق فيها } [ 41 ] .

هذا مثل للنادم المتأسف على ما ذهب له أن يقلب{[42849]} كفيه ظهرا لبطن على ذهاب نفقته في جنته { وهي خاوية على عروشها } [ 41 ] أي حيطانها قائمة لا سقوف عليها . قد تهدمت سقوفها{[42850]} [ و ] بقيت{[42851]} حيطانها ، فصارت الحيطان كأنها على السقوف إذ صارت{[42852]} السقوف تحت الحيطان{[42853]} .

وقال : مجاهد { يقلب كفيه } أي يصفق كفيه{[42854]} . أي يضرب كفا على كف ، وهذا يفعله صاحب المصيبة إذا نزلت به .

{ يقول ياليتني لم أشرك بربي أحدا } [ 41 ] .

هذا ندم منه على ما تقدم من شركه به لما عاين ذهاب ماله والانتقام منه في الدنيا{[42855]} . والمعنى ويقول إذا عاين عذاب الآخرة ذلك . لم يندم على الشرك في الدنيا ، إذ لو ندم على شركه/في الدنيا لكان مؤمنا .


[42845]:ساقط من ق.
[42846]:ساقط من ق.
[42847]:ق: "شجرة".
[42848]:زيادة لازمة ليستقيم السياق.
[42849]:ق: "أن يقلب أن يقلب".
[42850]:ق: "سقوافها".
[42851]:زيادة لازمة ليستقيم السياق.
[42852]:ق : إذا.
[42853]:وهذا قول الزجاج في تفسير الآية، انظر معاني الزجاج 3/90.
[42854]:ينسب هذا القول قتادة في جامع البيان 15/250، والدر 5/95 ولم أجده منسوبا لمجاهد.
[42855]:ط: "الآخرة".