فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{أَيَوَدُّ أَحَدُكُمۡ أَن تَكُونَ لَهُۥ جَنَّةٞ مِّن نَّخِيلٖ وَأَعۡنَابٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ لَهُۥ فِيهَا مِن كُلِّ ٱلثَّمَرَٰتِ وَأَصَابَهُ ٱلۡكِبَرُ وَلَهُۥ ذُرِّيَّةٞ ضُعَفَآءُ فَأَصَابَهَآ إِعۡصَارٞ فِيهِ نَارٞ فَٱحۡتَرَقَتۡۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمُ ٱلۡأٓيَٰتِ لَعَلَّكُمۡ تَتَفَكَّرُونَ} (266)

{ أيود } أيحب . { جنة } بستان ذو شجر عظيم .

{ وأصابه الكبر } لحقه ضعف المشيب . { إعصار } ريح عاصف .

{ أيود أحدكم أن تكون له جنة من نخيل وأعناب تجري من تحتها الأنهار له فيها من كل الثمرات وأصابه الكبر وله ذرية ضعفاء فأصابها إعصار فيه نار فاحترقت كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون } روى البخاري في صحيحه عن عبيد ابن عمير قال : قال عمر ابن الخطاب يوما لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيمن ترون هذه الآية نزلت { أيود أحدكم أن تكون له جنة من نخيل وأعناب . . } قالوا الله أعلم فغضب عمر فقال قولوا نعلم أو لا نعلم فقال ابن عباس في نفسي منها شيء يا أمير المؤمنين قال عمر : يا ابن أخي قل ولا تحقر نفسك قال ابن عباس ضربت مثلا لعمل ، قال عمر : أي عمل قال ابن عباس : لعمل ، قال عمر : لرجل غني يعمل بطاعة الله ثم بعث الله عز وجل له الشيطان فعمل بالمعاصي حتى أغرق أعماله ، وقال السدي : هذا مثل آخر لنفقة الرياء أنه ينفق ماله يرائي الناس به فيذهب ماله منه وهو يرائي فلا يأجره الله فيه فإذا كان يوم القيامة واحتاج إلى نفقته وجدها قد أحرقها الرياء فذهبت كما أنفق هذا الرجل على جنته حتى إذا بلغت وكثر عياله واحتاج إلى جنته جاءت ريح فيها سموم فأحرقت جنته فلم يجد منها شيئا فكذلك المنفق رياء ؛ زاد مجاهد : كذلك المفرط بعد الموت كل شيء عليه حسرة . { أيود } أي أيحب ؟ والاستفهام يراد به النفي والجنة البستان ذو الشجر العظيم وخص النخيل والأعناب مع أنه جاء بعد ذلك { له فيها من كل الثمرات } ربما لفضلها على سائر الثمرات { كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون } عن ابن عباس يعني في زوال الدنيا وفنائها وإقبال الآخرة وبقاءها .