{ طيبات } حلال . { تيمموا } أصله تتيمموا أي تقصدوا .
{ الخبيث } الرديء . { تغمضوا } تطبقوا أجفان أعينكم .
{ يا أيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم } عهد الله تعالى إلى أهل الإيمان أن يزكوا ويتصدقوا من جياد وحلال ما جمعوا من رزق من نقد وعروض تجارة وأجر صنعة ومواش مثلما أمرهم في آية سبقت من هذه السورة أن يطعموا ويلبسوا ويمتلكوا الحلال الخير فقال تقدست أسماؤه { يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم . . . }{[822]} ، { ومما أخرجنا لكم من الأرض } فكأن المعنى وأنفقوا أيها المؤمنون وزكوا وتصدقوا من طيبات ما أخرجنا لكم من الأرض من حب وثمرات ومعادن وركاز وغير ذلك ؛ والأمر { أنفقوا } قد يحمل على الوجوب فينصرف إلى ما يخرج في الزكاة والنفقات الواجبة لا يقبل فيها إلا ما كان سليما من العيوب وقيل محمول على الندب رغبنا سبحانه في تحري الجيد حين نبذل قال بالرأي الأول علي بن أبي طالب رضي الله عنه وإلى الثاني ذهب البراء والحسن وقتادة ، مما أورد صاحب الجامع لأحكام القرآن : والآية تعم الوجهين لكن صاحب الزكاة تعلق بأنها مأمور بها والأمر على الوجوب ولأنه نهى عن الرديء ، وذلك مخصوص بالفرض ، وأما التطوع فكما للمرء أن يتطوع بالقليل فكذلك له أن يتطوع بنازل في القدر ، ودرهم خير من تمرة ؛ تمسك أصحاب الندب بأن لفظة افعل صالح للندب صلاحيته للفرض ، والرديء منهي عنه في النفل كما هو منهي عنه في الفرض والله أحق من اختبر له . 1ه . { ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون {[823]} ولستم بآخذيه إلا أن تغمضوا فيه } عن البراء رضي الله تعالى عنه : لو أن أحدكم أهدي إليه مثل ما أعطى لم يأخذه إلا على إغماض أو حياء ، ومما أورد ابن جرير : فأما إذا تطوع الرجل بصدقة غير مفروضة فإني وإن كرهت له أن يعطي فيها إلا أجود ماله وأطيبه . . . والصدقة قربان المؤمن فلست أحرم عليه أن يعطي فيها غير الجيد لأن مادون الجيد ربما كان أعم نفعا لكثرته أو لعظم خطره وأحسن موقعا من المسكين وممن أعطيه قربة إلى الله عز وجل من الجيد لقلته أو لصغر خطره وقلة جدوى نفعه على من أعطيه . . { واعلموا أن الله غني حميد } . . . غني عن صدقاتكم وعن غيرها إنما أمركم بها وفرضها في أموالكم رحمة منه لكم ليغني بها عائلكم ويقوي بها ضعيفكم ويجزل لكم عليها في الآخرة مثوبتكم لا من حاجة به فيها إليكم ، ويعني بقوله { حميد } أنه محمود عند خلقه بما أولاهم من نعمه وبسط لهم من فضله . . .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.