فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{وَلَوۡ أَنَّآ أَهۡلَكۡنَٰهُم بِعَذَابٖ مِّن قَبۡلِهِۦ لَقَالُواْ رَبَّنَا لَوۡلَآ أَرۡسَلۡتَ إِلَيۡنَا رَسُولٗا فَنَتَّبِعَ ءَايَٰتِكَ مِن قَبۡلِ أَن نَّذِلَّ وَنَخۡزَىٰ} (134)

{ ولو أنا أهلكناهم بعذاب من قبله } لو أننا انتقمنا من هؤلاء المكذبين وبطشنا بهم قبل أن نبعث داعيا يدعوهم وينذرهم ، وقبل أن ننزل عليهم كتابا يبصرهم ويحذرهم ، لاحتجوا ، وقالوا : { ربنا لولا أرسلت إلينا رسولا فنتبع آياتك } ؛ ومن قبل طلبوا ذلك وحلفوا لئن جاءهم الهدى ليتبعنه : { وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن جاءتهم آية ليؤمنن بها . . ){[2101]} ؛ فلما جاءهم الحق قالوا هذا سحر وإنا به كافرون ؛ { من قبل أن نذل ونخزى } قبل أن تذلنا بعذابك وتخزينا به ؛ وهكذا غلبت عليهم الشقوة { وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن جاءهم نذير ليكونن أهدى من إحدى الأمم فلما جاءهم نذير ما زادهم إلا نفورا ){[2102]} .


[2101]:سورة الأنعام. من الآية109.
[2102]:سورة فاطر. الآية 42.