فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَلَوۡ أَنَّآ أَهۡلَكۡنَٰهُم بِعَذَابٖ مِّن قَبۡلِهِۦ لَقَالُواْ رَبَّنَا لَوۡلَآ أَرۡسَلۡتَ إِلَيۡنَا رَسُولٗا فَنَتَّبِعَ ءَايَٰتِكَ مِن قَبۡلِ أَن نَّذِلَّ وَنَخۡزَىٰ} (134)

{ ولو أنا أهلكناهم } مستأنفة سيقت لتقرير ما قبلها { بعذاب من قبله } أي من قبل بعثة محمد صلى الله عليه وسلم أو من قبل إتيان البينة بنزول القرآن { لقالوا } يوم القيامة أي لكان لهم أن يحتجوا ويتعللوا بقولهم :

{ ربنا لولا } هلاّ { أرسلت إلينا رسولا } في الدنيا { فنتبع آياتك } اللاتي يأتي بها الرسل { من قبل أن نذل } بالعذاب والهوان في الدنيا { ونخزى } بدخول النار ، وقرئ نذلّ ونخزى على البناء للمفعول وقد قطع الله معذرة هؤلاء الكفرة بإرسال الرسول إليهم قبل إهلاكهم ، ولهذا حكى الله عنهم أنهم قالوا : { بلى قد جاءنا نذير فكذبنا وقلنا ما نزل الله من شيء } .