الآية 134 : وقوله تعالى : { ولو أنا أهلكناهم بعذاب من قبله } أي من قبل رسوله { لقالوا ربنا لولا أرسلت إلينا رسولا فنتبع آياتك } من الناس من يقول : ليس لله أن يعذبهم تعذيب إهلاك قبل أن يبعث رسولا ، ويحتج بظاهر هذه الآية { ولو أنا أهلكناهم بعذاب من قبله لقالوا ربنا لولا أرسلت إلينا رسولا } .
وعندنا له أن يهلكهم بعذاب قبل الرسول إليهم ، لأنه تعالى قد أقام عليهم حجة العقل ما لو تأملوا ، ونظروا فيه ، لعرفوا ، وأدركوا حق الله عليهم . فإذا كان كذلك كان{[12523]} إهلاكه إياهم إهلاكا عن بينة وحجة . لكنه بفضله ورحمته لا يهلكهم بأول آية يرسلها{[12524]} عليهم حتى يرسل الآيات إفضالا منه منة . وإلا كان له إهلاكهم بآي واحدة ، فيكون { ولو أنا أهلكناهم بعذاب من قبله [ لقالوا ربنا لولا أرسلت إلينا رسولا } ]{[12525]} إنما ذلك لقطع القول منهم لا أن كان لهم ذلك القول والاحتجاج بذلك ، ولأن قوله { ولو أنا أهلكناهم بعذاب من قبله . [ لقالوا ربنا لولا أرسلت إلينا رسولا } ]{[12526]} يخرج مخرج الامتنان أنه لم يهلكهم قبل بعث الرسل . فدل أن له إهلاكهم قبل بعث الرسول لما ذكرنا من إقامة حجة العقل عليهم ، والله أعلم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.