الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَلَوۡ أَنَّآ أَهۡلَكۡنَٰهُم بِعَذَابٖ مِّن قَبۡلِهِۦ لَقَالُواْ رَبَّنَا لَوۡلَآ أَرۡسَلۡتَ إِلَيۡنَا رَسُولٗا فَنَتَّبِعَ ءَايَٰتِكَ مِن قَبۡلِ أَن نَّذِلَّ وَنَخۡزَىٰ} (134)

ثم قال تعالى : { ولو أنا أهلكناهم بعذاب من قبله }[ 133 ] .

أي : ولو أنا أهلكنا هؤلاء المشركين الذين يكذبون{[45700]} بهذا القرآن بعذاب من قبل أن ننزله عليهم .

وقيل : من قبل أن نبعث{[45701]} داعيا يدعوهم إلى ما فرضنا عليهم . فالهاء تعود على القرآن ، أو{[45702]} على النبي .

ثم قال : { لقالوا ربنا لولا أرسلت إلينا رسولا }[ 133 ] .

أي : لقالوا يوم القيامة إذا وردوا على الله تعالى ، فأراد عقابهم : ربنا هلا أرسلت إلينا رسولا يدعونا إلى طاعتك فنتبع آياتك ، أي : حججك وأدلتك وأمرك ونهيك من قبل أن تذل بتعذيبك لنا ونخزي بها{[45703]} .

روى الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : يحتج على الله عز وجل يوم القيامة ثلاثة : الهالك في الفترة ، والمغلوب على عقله ، والصبي الصغير . فيقول المغلوب على عقله : لم يجعل لي عقلا أنتفع به ، ويقول الهالك : لم يأتني رسول ولا نبي ، ولو أتاني لك رسول أو نبي لكنت أطوع خلقك لك ، وقرأ { لولا أرسلت إلينا رسولا } ويقول الصغير : كنت صغيرا لا أعقل{[45704]} قال فترفع لهم النار{[45705]} فيقال لهم ردوها . قال : فيردها من كان في علم الله أنه سعيد ، ويتلكأ عنها من كان في علم الله أنه شقي . فيقول : إياي عصيتم ، فكيف برسلي لو أتتكم{[45706]} .


[45700]:ز: كذبوا.
[45701]:أن نبعث سقط من ز.
[45702]:ز: و بدل: أو.
[45703]:ز به.
[45704]:ز: لا عقل لي.
[45705]:ز: فيرفع لهم نارا.
[45706]:لم أهتد إلى تخريجه.