{ قل أذلك خير أم جنة الخلد التي وعد المتقون كانت لهم جزاء ومصيرا15 لهم فيها ما يشاؤون خالدين كان على ربك وعدا مسؤولا16 }
بعد الوعيد والتحذير بينت هاتان الآيتان الوعد والتبشير ، والكلام استفهام ، وربما يكون إنكاريا ، أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يقيم الحجة على المشركين المنكرين للآخرة المستوجبين لدخول النار : أذلك العذاب المهين الذي وعدتهم خير أم جنة الخلد التي وعد المتقون ؟ ! قال ابن عطية ! حيث كان الكلام استفهاما جاز فيه مجئ لفظة التفضيل بين الجنة والسعير في الخير ، لأن الموقف جائز له أن يوقف محاوره على ما شاء ليرى هل يجيبه بالصواب أو بالخطأ ، وقال أبو حيان إن { خير } هنا ليس للدلالة على الأفضلية – يعني أنهما اشتركتا في الفضل وزادت إحداهما فيه على الأخرى فصارت أفضل – بل هو على ما جرت به عادة العرب في بيان فضل الشيء وخصوصيته بالفضل دون مقابلة . { كانت لهم جزاء ومصيرا لهم فيها ما يشاؤون خالدين } تكون لهم جنة المكث الطويل والبقاء السرمدي جزاء ومتبوأ يصيرون إليه ينعمهم المولى البر الرحيم فيها بكل ما شاءوا من ألوان النعيم وصنوفه – مادية أو معنوية-{ كان على ربك وعدا مسؤولا } والوعد المذكور تضمن المولى به{[2550]} وبإنجازه مصداقا لقوله الحق : ( ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك . . ){[2551]} ) وعد الله لا يخلف الله وعده . . ( {[2552]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.