غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{قُلۡ أَذَٰلِكَ خَيۡرٌ أَمۡ جَنَّةُ ٱلۡخُلۡدِ ٱلَّتِي وُعِدَ ٱلۡمُتَّقُونَۚ كَانَتۡ لَهُمۡ جَزَآءٗ وَمَصِيرٗا} (15)

ثم وبخهم بقوله { قل أذلك خير أم جنة الخلد التي وعد المتقون } أي وعدوها فحذف الرابط للعلم به وليس هذا الاستفهام كقول القائل " السكر أحلى أم الصبر " ولكن الغرض منه التقريع كلما إذا أعطى السيد عبده مالاً فتمرد وأبى واستكبر فضربه ضرباً وجيعاً ويقول على سبيل التوبيخ : هذا أطيب أم ذاك ؟ والإضافة في جنة الخلد للتوضيح والتأكيد لا للتمييز فإن الجنة معلوم أن نعيمها لا ينقطع . قالت الشاعرة : في قوله { وعد } دلالة على أن الجنة إنما تستحق بحسب الوعد والفضل لا لأجل العمل . وقالت المعتزلة : في قوله { المتقون } إشارة إلى أن الجنة لا تنال إلا بالتقوى ولذلك أكد بقوله على سبيل التخصيص بسبب تقديم الجار { كانت لهم جزاء ومصيراً } أجابت الأشاعرة بأن كونه جزاء ثبت في الأزل ولا عمل هناك . قالت المعتزلة : لا غفران لصاحب الكبيرة لأن الجنة جاءت جزاء للمتقين خاصة فلا يعطى حقهم غيرهم .

أجابت الأشاعرة بأنه لم لا يجوز أن يرضى المتقون بإدخال الله أهل العفو الجنة ؟ قال جار الله : ذكر المصير مع ذكر الجزاء مدحاً للثواب مكانه كقوله { نعم الثواب وحسنت مرتفقاً } [ الكهف : 31 ] .

/خ1