ثم وبّخهم الله سبحانه توبيخاً بالغاً على لسان رسوله ، فقال { قُلْ أذلك خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الخلد التى وَعِدَ المتقون } والإشارة بقوله { ذلك } إلى السعير المتصفة بتلك الصفات العظيمة : أي أتلك السعير خير أم جنة الخلد ؟ وفي إضافة الجنة إلى الخلد إشعار بدوام نعيمها ، وعدم انقطاعه ، ومعنى { التي وُعِدَ المتقون } التي وعدها المتقون ، والمجيء بلفظ خير هنا مع أنه لا خير في النار أصلاً ، لأن العرب قد تقول ذلك ، ومنه ما حكاه سيبويه عنهم ، أنهم يقولون : السعادة أحبّ إليك أم الشقاوة ؟ وقيل : ليس هذا من باب التفضيل ، وإنما هو كقولك : عنده خير . قال النحاس : وهذا قول حسن كما قال :
أتهجوه ولست له بكفء *** فشركما لخيركما الفداء
ثم قال سبحانه : { كَانَتْ لَهُمْ جَزَاءً وَمَصِيراً } أي كانت تلك الجنة للمتقين جزاء على أعمالهم ، ومصيراً يصيرون إليه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.