فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{وَمَا يَنۢبَغِي لَهُمۡ وَمَا يَسۡتَطِيعُونَ} (211)

{ الشياطين } الجن .

{ وما ينبغي } وما يصح ، وما يستقيم .

{ وما تنزلت به الشياطين210 وما ينبغي لهم وما يستطيعون211 إنهم عن السمع لمعزولون212 } .

والقرآن الذي نزل به الروح الأمين على قلبك إنما هو كلام رب العالمين ، فهو مجيد لأنه قول الحكيم الحميد ، حمله إليك رسول كريم ، فليس بقول كاهن ، كالذي يتلقاه بعضهم من خطف الشياطين ، فإنه لا يصح لهم ولا يتسنى أن يسترقوا سماع شيء مما يدور على ألسنة الملائكة ، بعد أن قضى الله أن يحال بينهم وبينها ، كما شهد بذلك قول الحق جل علاه : ( إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب . وحفظا من كل شيطان مارد . لا يسمعون إلى الملأ الأعلى ويقذفون من كل جانب . دحورا ولهم عذاب واصب . إلا من خطف الخطفة فأتبعه شهاب ثاقب ){[2802]} .

وبينت آيات كريمات- حكاية عن الجن ماذا دهاهم حين رموا بالشهب ، قال مولانا- تبارك اسمه- : ( وأنا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا . وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا ){[2803]} .


[2802]:سورة الصافات. الآيات: من 6 إلى 10.
[2803]:سورة الجن. الآيتان: 8، 9.