فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{طسٓۚ تِلۡكَ ءَايَٰتُ ٱلۡقُرۡءَانِ وَكِتَابٖ مُّبِينٍ} (1)

مقدمة السورة:

سورة النمل مكية

وآياتها ثلاث وتسعون

كلماتها : 1109 . حروفها 4699

بسم الله الرحمان الرحيم

{ طس تلك آيات القرآن وكتاب مبين1 }

{ طس } يقول جماعة من العلماء : هي من المتشابه الذي لا يعلم تأويله إلا الله ، وقال آخرون : بل نلتمس منها ما يتعظ به ، فمنهم من رأى أن كل حرف من الحروف المقطعة التي جاءت في أوائل السور مثل( حم ) ، ( ألم ) ، تشير إلى اسم من أسماء الله الحسنى ، فالطاء من( لطيف ) والسين من ( سميع ) ، ومنهم من يرى أنها إشارة إلى حروف الهجاء أعلم الله بها العرب إذ تحداهم بالقرآن أنه مؤتلف من حروف هي التي منها بناء كلامهم ، ليكون عجزهم عن مضاهاته أبلغ في البرهان على أنه كلام اللطيف الخبير السميع البصير ، تلك الآيات التي نوحيها إليك حكيمة نزلت من حكيم ، وينتظمها والسور التي تضمها فرقان يتلى ويقرأ ، وكتاب مدون مسطر ، وهو المقروء على الحقيقة ، والمبين المظهر لما جمع الله فيه من حكم وأحكام ، وخبر ووعد ، ويقين ومصير . [ القرآن والكتاب اسمان يصلح لكل منهما أن يجعل معرفة وأن يجعل صفة ]{[2821]} .

مما كتب أبو جعفر الطبري : . . عن ابن عباس أن قوله{ طس } قسم أقسمه الله . . { كتاب مبين } يقول يبين لمن تدبره وفكر فيه بفهم أنه من عند الله أنزله إليك لم تتخرصه أنت ولم تتقوله ولا أحد سواك من خلق الله . . اه


[2821]:مما أورد القرطبي.