فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{وَٱلشُّعَرَآءُ يَتَّبِعُهُمُ ٱلۡغَاوُۥنَ} (224)

{ الشعراء } جمع شاعر ، وهو الذي يقول الشعر- الكلام المنظوم المقفى- { الغاوون } الضالون عن الحق ، الجائرون عن الهدى .

{ والشعراء يتبعهم الغاوون } فكما أن الشياطين لا تتولى إلا الفسقة الفجرة الكذابين ، ومحمد هو الذي عرفتموه الصادق الأمين ، فيستحيل أن تتولاه المردة الكذبة من الجن ، ويستحيل أن تنزل عليه بالقرآن الذي هو حق وصدق( لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد ){[2815]} كذلك ليس الفرقان شعرا ، وما محمد الذي جاءكم بالذكر العزيز بشاعر ، لأن الشعر- كما تعلمون- أعذبه أكذبه ، والله أصدق القائلين يقول الحق ويهدي السبيل : ( وما علمناه الشعر وما ينبغي له إن هو إلا ذكر وقرآن مبين . لينذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين ){[2816]} ، أما الذين ينظمون الشعر- الكلام الموزون المقفى- فأتباعهم من أهل الغواية ، الذين يتبعون الهوى ، ويستحبون الضلالة ، ويؤثرون العمى على الهداية ، - لتنزيهه عليه الصلاة والسلام أيضا عن أن يكون- وحاشاه- من الشعراء ، وإبطال زعم الكفرة أن القرآن من قبيل الشعر-{[2817]} .


[2815]:سورة فصلت. الآية 42.
[2816]:سورة يس. الآيتان: 69، 70.
[2817]:ما بين العارضتين مما أورد الألوسي.