فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{وَيَرَى ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡعِلۡمَ ٱلَّذِيٓ أُنزِلَ إِلَيۡكَ مِن رَّبِّكَ هُوَ ٱلۡحَقَّ وَيَهۡدِيٓ إِلَىٰ صِرَٰطِ ٱلۡعَزِيزِ ٱلۡحَمِيدِ} (6)

{ ويرى الذين أوتوا العلم الذي أنزل إليك من ربك هو الحق ويهدي إلى صراط العزيز الحميد6 }

ويعلم أصحاب العلم من أهل الإيمان عند مجيء الآخرة علما هو عين اليقين أن الوحي الذي جاءك صدق ، ويدل على الرشد ، ويوصل إلى مرضاة القوي القهار ، المحمود بالعشي والإبكار ، وآناء الليل وأطراف النهار . [ والمراد بصراطه تعالى : التوحيد والتقوى ]{[3717]}

[ يهدي القرآن إلى طريق الإسلام الذي هو دين الله . ودل بقوله : { العزيز } على أنه لا يغالب . وبقوله : { الحميد } على أنه لا يليق به صفة العجز ]{[3718]} .

يقول صاحب تفسير القرآن العظيم : هذه حكمة أخرى معطوفة على التي قبلها ، وهي أن المؤمنين بما أنزل على الرسل إذا شاهدوا قيام الساعة ومجازاة الأبرار والفجار بالذي كانوا قد علموه من كتب الله تعالى في الدنيا رأوه حينئذ عين اليقين ، ويقولون يومئذ أيضا : ) . . لقد جاءت رسل ربنا بالحق . . ( {[3719]} ويقال أيضا( . . . هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون( {[3720]} )وقال الذين أوتو العلم والإيمان لقد لبثتم في كتاب الله إلى يوم البعث فهذا يوم البعث . . ( {[3721]} . اه . بتصرف .


[3717]:ما بين العارضتين مما أورد الألوسي.
[3718]:مما أورد صاحب الجامع لأحكام القرآن.
[3719]:سورة الأعراف. من الآية 43.
[3720]:سورة يس. من الآية 52.
[3721]:سورة الروم. من الآية 56.