فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ ٱلَّذِي لَهُۥ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَهُ ٱلۡحَمۡدُ فِي ٱلۡأٓخِرَةِۚ وَهُوَ ٱلۡحَكِيمُ ٱلۡخَبِيرُ} (1)

مقدمة السورة:

سورة سبأ مكية

وآياتها أربع وخمسون

كلماتها 883- حروفها 3512

بسم الله الرحمان الرحيم

{ الحمد لله الذي له ما في السماوات وما في الأرض وله الحمد في الآخرة وهو الحكيم الخبير1 }

الشكر الجزيل ، والمدح والثناء الحسن الجميل ، مستحق للمعبود بحق ، الذي يملك السماوات والأرض وما فيهما وما بينهما ومن فيهما ، فهو رب العالمين ، المنعم بالنعم الظاهرة والباطنة ، والآلاء السابغة التي لا تحصى ، محمودا على هدانا إليه من الرشد ، محمود على تأييد المهتدين وقطع دابر الظالمين ، ولله الكبير المتعال –دون سواه- الحمد في الآخرة أن صدقنا وعده وأورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء – إن شاء الله- ) . . وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين( {[3700]} ، محمود يقضي بين عباده فيما كانوا فيه يختلفون ) . . لا إله إلا هو له الحمد في الأولى والآخرة وله الحكم وإليه ترجعون( {[3701]} ، وهو الحكيم في تدبير أمره ، أحكم تدبير الدارين ، الخبير بشئون خلقه ، ما ظهر منها وما بطن .

[ وجوز أن يكون في الكلام صنعة الاحتباك ، وأصله : الحمد لله الذي له ما في السماوات وما في الأرض في الدنيا ، وله ما في الآخرة والحمد فيها ، فأثبت في كل منهما ما حذف من الآخر . . . والفرق بين الحمدين مع كون نعم الدنيا ونعم الآخرة بطريق التفضل أن الأول على نهج العبادة والثاني على وجه التلذذ والاغتباط ]{[3702]} . ( وقالوا الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور . الذي أحلنا دار المقامة من فضله لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغوب( {[3703]} .


[3700]:سورة يونس. من الآية 10.
[3701]:سورة القصص. من الآية 88.
[3702]:ما بين العارضتين مقتبس من روح المعاني، بتصرف.
[3703]:سورة فاطر. الآيتان: 34، 35.