فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{صٓۚ وَٱلۡقُرۡءَانِ ذِي ٱلذِّكۡرِ} (1)

مقدمة السورة:

سورة ص مكية ، وآياتها ثمان وثمانون ، كلماتها . . . ، حروفها : 1111

بسم الله الرحمان الرحيم : { ص والقرآن ذي الذكر( 1 ) } .

{ ص } قد تكون مما استأثر الله تعالى بعلمه { . . والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا . . } ، وقد تكون مفتاح اسم ربنا الملك الكبير { الصمد } ، أو كسائر فواتح السور التي بدأت بحروف تهج مثل : { ألم } { طس } { ق } ولذلك ننطق بأسماء تلك الحروف ، وربما يراد بها التحدي ، بمعنى أن هذا الكتاب العزيز الذي لا يأتيه الباطل مكون من حروف الألف واللام والميم والطاء والسين ، والتي يتكون منها كلامكم وتنطقون بها ، ومع ذلك عجزتم وستظلون عاجزين عن الإتيان بمثل هذا القرآن الذي سيقت كلماته بلسان عربي وحروف من جنس ما تلفظون به ، فهذا برهان على أنه تنزيل من حكيم حميد .

وقسما بالقرآن الذي جمعنا فيه الهدى ، ووثقنا فيه البلاغ ، ليذكر أولوا الألباب ، أو به يرتفع قدر من استمسك به واستقام على منهاجه { وإنه لذكر لك ولقومك . . . }-وجواب القسم : { بل الذين كفروا في عزة وشقاق }- وقال قتادة : الجواب محذوف تقديره : والقرآن ذي الذكر لتبعثن .