{ بعلها } زوجها . { نشوزا } تجافيا وتعاليا ، أو أذى وحرمانا .
{ الشح } البخل والضن ، والإفراط في الحرص على الشيء .
يقول تعالى مخبرا ومشرعا من حال الزوجين : تارة في حال نفور الرجل عن المرأة ، وتارة في حال اتفاقه معها ، وتارة في حال فراقه لها .
فالحالة الأولى : ما إذا خافت المرأة من زوجها أن ينفر عنها أو يعرض عنها ، فلها أن تسقط عنه حقها أو بعضه من نفقة أو كسوة أو مبيت أو غير ذلك من حقوقها عليه ، وله أن يقبل ذلك منها فلا حرج عليها في بذلها ذلك له ، ولا عليه في قبوله منها ؛ ولهذا قال تعالى : { فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحا } ؛ ثم قال : { والصلح خير } أي من الفراق ، وقوله : { وأحضرت الأنفس الشح } أي : الصلح عند المشاحة خير من الفراق-( {[1548]} ) ؛ في الصحيحين عن عائشة قالت : لما كبرت سودة بنت زمعة وهبت يومها لعائشة ، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يقسم لها بيوم سودة ؛ مما يقول صاحب ( فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير ) : قوله : { وأحضرت الأنفس الشح } إخبار منه سبحانه بأن الشح في كل واحد . . بل في كل الأنفس الإنسانية كائن ، وأنه جعل كأنه حاضر لها لا يغيب عنها بحال من الأحوال ، وأن ذلك بحكم الجبلة والطبيعة ، فالرجل يشح بما يلزمه للمرأة من حسن العشرة وحسن النفقة ونحوها ، والمرأة تشح على الرجل بحقوقها اللازمة للزوج فلا تترك شيئا منها ؛ وشح الأنفس بخلها بما يلزمها أو يحسن فعله بوجه من الوجوه ، ومنه : ( . . ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون ) ( {[1549]} ) ؛ قوله : { وإن تحسنوا وتتقوا } أي تحسنوا عشرة النساء وتتقوا مالا يجوز من النشوز والإعراض { فإن الله كان بما تعملون خبيرا } فيجازيكم يا معشر الأزواج بما تستحقونه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.