فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّ ءَامَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّ ٱزۡدَادُواْ كُفۡرٗا لَّمۡ يَكُنِ ٱللَّهُ لِيَغۡفِرَ لَهُمۡ وَلَا لِيَهۡدِيَهُمۡ سَبِيلَۢا} (137)

{ إن الذين آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفرا لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم سبيلا } في صحيح مسلم عن عبد الله قال : " أما من أحسن منكم في الإسلام فلا يؤاخذه به ومن أساء أخذ بعمله في الجاهلية والإسلام " ( {[1568]} )_ ومعنى : { ثم ازدادوا كفرا } أصروا على الكفر ، { لم يكن الله ليغفر ولا ليهديهم } يرشدهم { سبيلا } طريقا إلى الجنة ، وقيل : لا يخصهم بالتوفيق كما يخص أولياءه ؛ وفي هذه الآية رد على أهل القدر ؛ فإن الله تعالى بين أنه لا يهدي الكافرين طريق خير ، ليعلم العبد أنه إنما ينال الهدى بالله تعالى ، ويحرم الهدى بإرادة الله تعالى أيضا ؛ وتضمنت الآية أيضا حكم المرتدين- ( {[1569]} ) .


[1568]:وفي رواية:" ومن أساء في الإسلام أخذ بالأول والآخر" يقول العلماء: الإساءة هنا بمعنى الكفر، إذ لا يصح أن يراد بها هنا ارتكاب سيئة، فإنه يلزم عليه ألا يهدم الإسلام ما سبق قبله إلا لمن يعصم من جميع السيئات إلى حين موته، وذلك باطل بالإجماع.
[1569]:مما أورد صاحب الجامع لأحكام القرأن.