{ لن يستنكف المسيح أن يكون عبدا لله ولا الملائكة المقربون } لن يأنف المسيح العبودية لله تعالى ولن يتأبى عنها ، ولن تأنف الملائكة العبودية ، ولن ينقطعا عنها ، وكلاهما من المقربين ، وقد شهد المولى سبحانه لعيسى بأنه صاحب منزلة عالية( . . وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين ) ( {[1642]} ) ، وشهد عز ذكره للملائكة بأنهم عباد مكرمون يسبحون الليل والنهار لا يفترون ولا يسأمون .
{ ومن يستنكف عن عبادته ويستكبر فسيحشرهم إليه جميعا } هذا وعيد لمن تأنف عن العبودية لربه وانقطع عن أداء ما أوجب الله على العباد ، وتأبى واستكبر عن الخضوع لجلال خالقه وبارئه ، فإنه مردود إلى ربه ، وموقوف بين يديه ، ومجزي بالاستكبار في الدنيا صغارا وذلا في الآخرة ( وتراهم يعرضون عليها خاشعين من الذل . . ) ( {[1643]} ) ، ( . . إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين ) ( {[1644]} ) ، ( . . . فاليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تستكبرون في الأرض بغير الحق وبما كنتم تفسقون ) ( {[1645]} ) ، والحشر يجمع الله تعالى فيه المطيعين والمستنكفين ، لكنه سبحانه لا يسوي بين المسلمين والمجرمين ، الذين استقاموا تتنزل عليهم الملائكة أن لا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة ، والذين تولوا عن الهدى يدعون إلى نار جهنم دعا ، ويساقون إلى المحشر سوقا مهينا( . . يوم يدع الداع إلى شيء نكر . خشعا أبصارهم يخرجون من الأجداث كأنهم جراد منتشر . مهطعين إلى الداع يقول الكافرون هذا يوم عسر ) ( {[1646]} ) ؛ ( فإذا نقر في الناقور . فذلك يومئذ يوم عسير . على الكافرين غير يسير ) ( {[1647]} ) .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.