ومن الذين قالوا إنا نصارى أخذنا ميثاقهم فنسوا حظا مما ذكروا به فأغرينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة وسوف ينبئهم الله بما كانوا يصنعون( 14 )
آيتان كريمتان سبقتا في بيان غدر اليهود ، وهنا تقبيح من بعدهم { ومن الذين قالوا إنا نصارى أخذنا ميثاقهم فنسوا حظا مما ذكروا به } لكأن الميثاق في الآية السابقة أخذ على اليهود بقرينة ذكر النقباء الاثني عشر ، فليس المراد على هذا جميع بني إسرائيل ، وأما في هذه الآية فقد أعطى النصارى ميثاقا أن يكونوا أنصار الله فكانوا- إلا قلة- أنصار الشيطان ، وتركوا نصيبا مما نودوا إليه ، وعاهدوا عليه ( يقول عز ذكره : أخذنا من النصارى الميثاق على طاعتي ، وأداء فرائضي واتباع رسلي والتصديق بهم ، فسلكوا في ميثاقي الذي أخذته عليهم منهاج الأمة الضالة من اليهود فبدلوا كذلك دينهم ، ونقضوا نقضهم ، وتركوا حظهم من ميثاقي الذي أخذته عليهم بالوفاء بعهدي ، وضيعوا أمري ) ( {[1703]} ) ؛ عن قتادة : نسوا كتاب الله بين أظهرهم ، وعهد الله الذي عهده إليهم ، وأمر الله الذي أمرهم به ؛ وعن السدي قال : قالت النصارى مثل ما قالت اليهود ونسوا حظا مما ذكروا به ؛ { فأغرينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة } فألقينا وألصقنا وألزمنا وحرشنا بينهم الأهواء المتخالفة ، والتنافر والجدال والتخاصم ؛ قال السدي : قال في النصارى . . { فنسوا حظا مما ذكروا به } فلما فعلوا ذلك أغرى الله عز وجل بينهم وبين اليهود العداوة والبغضاء . . وعن الربيع : إن الله عز ذكره تقدم إلى بني إسرائيل أن لا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا ، وعلموا الحكمة ولا تأخذوا عليها أجرا ، فلم يفعل ذلك إلا قليل منهم فأخذوا الرشوة في الحكم ، وجاوزوا الحدود ، فقال في اليهود حيث حكموا بغير ما أمر الله( . . وألقينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة . . ) ( {[1704]} ) وقال في النصارى : { فنسوا حظا مما ذكروا به فأغرينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة } ؛ - فإن قال قائل : وما العداوة التي بين النصارى فتكون مخصوصة بمعنى ذلك ؟ قيل : ذلك عداوة النسطورية واليعقوبية( {[1705]} ) ، والملكية والنسطورية واليعقوبية- ؛ { وسوف ينبئهم الله بما كانوا يصنعون } يحذر مولانا الملكُ المهيمن هؤلاء الخائنين ، ويتوعدهم بما هم ملاقوه يوم الدين ، من الخذلان والعذاب المهين ، جزاء ما أشركوا بالله رب العالمين .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.