فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{وَحَسِبُوٓاْ أَلَّا تَكُونَ فِتۡنَةٞ فَعَمُواْ وَصَمُّواْ ثُمَّ تَابَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِمۡ ثُمَّ عَمُواْ وَصَمُّواْ كَثِيرٞ مِّنۡهُمۡۚ وَٱللَّهُ بَصِيرُۢ بِمَا يَعۡمَلُونَ} (71)

{ وحسبوا ألا تكون فتنة فعموا وصموا } ظن هؤلاء الإسرائيليون الذين نقضوا عهد الله من بعد ميثاقه ، وكذبوا رسله وآذوهم وقتلوهم- ظنوا أن لن يصيبهم من ربهم عذاب ، ولن يترتب على فعلهم الأثيم شر فتمادوا في فنون الغي والبغي ، وعموا عن الهدى والبر بعد ما هداهم الرسل إلى منهاج الحق والرشد ، وصموا عن استماع ما جاءوهم به من النور والعظات ، والعلم والآيات البينات ؛ ولعلهم ظنوا أن لن يمسهم بلاء بسوء صنيعهم ربما لزعمهم أنهم أبناء الله تعالى وأحباؤه ، أو لإهمال الله لهم فأمنوا بأسه ؛ { ثم تاب الله عليهم } قبل توبتهم إذ عادوا إلى الاستقامة بعد ما اعوجوا { ثم عموا وصموا كثير منهم } ثم لم يلبث أكثرهم إلا يسيرا حتى عادوا إلى ما كانوا فيه من زيغ ونكث ، وعتو وفساد ؛ { والله بصير بما يعملون } وربنا مطلع عليهم ، وناظر إليهم يرى ما يفعلون ، ويكتب ما يمكرون .