{ ما المسيح ابن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل وأمه صديقة كانا يأكلان الطعام } ليس عيسى ابن مريم- كما زعم المبطلون- من الإلهية في شيء ، لكنه ( ابن مريم ، ولدته ولادة الأمهات أبناءهن ، وذلك من صفة البشر ، لا من صفة خالق البشر ، وإنما هو لله رسول كسائر رسله الذين كانوا قبله ، فمضوا وخلوا ، أجرى- الله- على يديه ما شاء أن يجريه عليها من الآيات والعبر ، حجة له على صدقه ، وعلى أن لله رسول . . . كما أجرى على أيدي من قبله من الآيات والعبر حجة لهم على حقيقة صدقهم في أنهم لله رسل ) ( {[1837]} ) ؛ وربنا تقدست أسماؤه يقول : ( إن هو إلا عبد أنعمنا عليه وجعلناه مثلا لبني إسرائيل . . . ) ( {[1838]} ) ؛ وأمه واحدة من النساء عابدة مصدقة بكلمات ربها ورسله( {[1839]} ) ، وفي النساء من يتصف بهذه الصفات ولم يدع أحد إلهية واحدة منهن { كانا يأكلان الطعام } ومن كان يأكل الطعام كسائر البشر لا يصح أن يكون إلها( {[1840]} ) ؛ { انظر كيف نبين لهم الآيات ثم انظر أنى يؤفكون }- انظر يا محمد كيف نبين لهؤلاء الكفرة من اليهود والنصارى الآيات وهي الأدلة والأعلام والحجج على بطول ما يقولون في أنبياء الله ، وفي فريتهم على الله وادعائهم له ولدا ، وشهادتهم لبعض خلقه بأنه لهم رب وإله ، ثم لا يرتدعون عن كذبهم وباطل قيلهم ، ولا ينزجرون عن فريتهم على ربهم وعظيم جهلهم ، مع ورود الحجج القاطعة عذرهم عليهم ، . . ثم انظر مع تبييننا لهم آياتنا على بطول قولهم أي وجه يصرفون عن بياننا الذي بينته لهم ، وكيف عن الهدى الذي نهديهم إليه من الحق يضلون-( {[1841]} ) .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.