{ قل يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم غير الحق } أمر الله تعالى نبيه أن يقول لمن أنزلت فيهم التوراة والإنجيل وعاصر نزولها أسلافهم : لا تتجاوزوا الحد في تدينكم بإفراط أو تفريط دون حق لكم في ذلك ؛ و { غير الحق } صفة مؤكدة لا مميزة ، لأن الغلو لا يكون حقا أبدا ؛ - يقول : لا تفرطوا في القول فيما تدينون به من أمر المسيح فتجاوزوا فيه الحق إلى الباطل ، فتقولوا فيه : هو الله أو هو ابنه ولكن قولوا : هو عبد الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه ؛ { ولا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيرا } يقول : ولا تتبعوا أيضا في المسيح أهواء اليهود الذين قد ضلوا قبلكم عن سبيل الهدى في القول فيه ، فتقولون فيه كما قالوا : هو لغير رشدة ، وتبهتوا أمه كما يبهتونها بالفرية ، وهي صديقة ؛ { وأضلوا كثيرا } يقول- تعالى ذكره- : وأضل هؤلاء اليهود كثيرا من الناس فحادوا بهم عن طريق الحق ، وحملوهم على الكفر بالله ، والتكذيب بالمسيح ؛ { وضلوا عن سواء السبيل } يقول : وضل هؤلاء اليهود عن قصد الطريق ، وركبوا غير محجة الحق ، وإنما يعني- تعالى ذكره- بذلك : كفرهم بالله ، وتكذيبهم رسله : عيسى ومحمدا صلى الله عليه وسلم ، وذهابهم عن الإيمان وبعدهم منه ، وذلك كان ضلالهم الذي وصفهم الله به-( {[1845]} ) .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.