الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{وَلَوۡ تَرَىٰٓ إِذِ ٱلۡمُجۡرِمُونَ نَاكِسُواْ رُءُوسِهِمۡ عِندَ رَبِّهِمۡ رَبَّنَآ أَبۡصَرۡنَا وَسَمِعۡنَا فَٱرۡجِعۡنَا نَعۡمَلۡ صَٰلِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ} (12)

{ ولو ترى } يا محمد { إذ المجرمون } المشركون { ناكسو رؤوسهم } مطأطئوها حياء من ربهم عز وجل ويقولون { ربنا أبصرنا } ما كنا به مكذبين { وسمعنا } منك صدق ما أتت به الرسل { فارجعنا } فارددنا إلى الدنيا { نعمل صالحا }

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{وَلَوۡ تَرَىٰٓ إِذِ ٱلۡمُجۡرِمُونَ نَاكِسُواْ رُءُوسِهِمۡ عِندَ رَبِّهِمۡ رَبَّنَآ أَبۡصَرۡنَا وَسَمِعۡنَا فَٱرۡجِعۡنَا نَعۡمَلۡ صَٰلِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ} (12)

قوله تعالى : { وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُءُوسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ ( 12 ) وَلَوْ شِئْنَا لآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ( 13 ) فَذُوقُوا بِمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا إِنَّا نَسِينَاكُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ }

المخاطب بقوله : { وَلَوْ تَرَى } رسول الله صلى الله عليه وسلم وكل أحد من الناس . ولو أداة امتناع لامتناع . والجواب محذوف وتقديره : لرأيت أمرا عظيما ، وذلك حين ترى المجرمين ناكسي رؤوسهم ذليلين خزايا بين يدي ربهم ، لفرط ما يجدون في أنفسهم من العار والحياء واليأس ، وحينئذ يبادرون القول { رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا } يقرون بإبصار ما وعدهم الله وما توعدهم به من العذاب ، وبأنهم الآن يسمعون قوله ويطيعون أمره بعد أن كانوا من قبل صُمّا وعميانا { فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ } أي أعِدْنا إلى الدنيا نجيب دعوتك ونطع أمرك ونصدق الرسل ، فقد صدقنا بالبعث والحساب وأيقنا أن وعدك حق وأن ما جاء به المرسلون حق وصدق .