تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَلَوۡ تَرَىٰٓ إِذِ ٱلۡمُجۡرِمُونَ نَاكِسُواْ رُءُوسِهِمۡ عِندَ رَبِّهِمۡ رَبَّنَآ أَبۡصَرۡنَا وَسَمِعۡنَا فَٱرۡجِعۡنَا نَعۡمَلۡ صَٰلِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ} (12)

الآية 12 وقوله تعالى : { ولو ترى إذ المجرمون ناكسوا رءوسهم عند ربهم } يقول : والله أعلم ، لو ترى يا محمد ما نزل بالمجرمين يومئذ من العذاب وفي ما هم فيه من الحال الشديدة والهوان بالتكذيب الذي كان منهم وإساءتهم إليك لرحمتهم ، ولم تتكلف مكافأة إساءتهم وتكذيبهم( {[16393]} ) لعظم ما نزل من العذاب والشدائد { ناكسوا رءوسهم عند ربهم } ندامة وحسرة وحزنا على ما كان منهم .

على مثل هذا يخرج التأويل ، وإلا ليس في ظاهر الآية جواب قوله : { ولو ترى إذ المجرمون ناكسوا رءوسهم عند ربهم } فجوابه ما ذكرنا ونحوه ، والله أعلم .

وقوله تعالى : { ربنا أبصرنا وسمعنا } هذا يخرج على وجهين :

أحدهما : قوله : { أبصرنا } بالحجج والبراهين عيانا بعد ما كنا أبصرناها في الأولى بالدلالة { وسمعنا } أي قبلنا ، وأجبنا { فارجعنا } إلى الأولى إذ المحنة { نعمل صالحا إنا موقنون } .

والثاني : { أبصرنا } صدق الرسل ، وأيقنا بما وعدونا ، وأوعدونا في الدنيا ، { وسمعنا } سماع إيقان وعيان { فارجعنا نعمل صالحا إنا موقنون } والله أعلم .


[16393]:من م، في الأصل: إليك لرحمتهم.