الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{۞قُلۡ مَن يَرۡزُقُكُم مِّنَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ قُلِ ٱللَّهُۖ وَإِنَّآ أَوۡ إِيَّاكُمۡ لَعَلَىٰ هُدًى أَوۡ فِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٖ} (24)

{ قل من يرزقكم من السماوات } المطر و من { الأرض } النبات ثم أمره أن يخبرهم فقال { قل الله } أي الذي يفعل ذلك الله وهذا احتجاج عليهم ثم أمره بعد إقامة الحجة عليهم أن يعرض بكونهم على الضلال فقال { وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين } أي نحن أو أنتم إما على هدى أو ضلال والمعنى أنتم الضالون حيث أشركتم بالذي يرزقكم من السماء والأرض وهذا كما تقول لصاحبك إذا كذب أحدنا كاذب وتعنيه

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{۞قُلۡ مَن يَرۡزُقُكُم مِّنَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ قُلِ ٱللَّهُۖ وَإِنَّآ أَوۡ إِيَّاكُمۡ لَعَلَىٰ هُدًى أَوۡ فِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٖ} (24)

قوله تعالى : { قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ ( 24 ) قُلْ لا تُسْأَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنَا وَلا نُسْأَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ ( 25 ) قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ ( 26 ) قُلْ أَرُونِيَ الَّذِينَ أَلْحَقْتُمْ بِهِ شُرَكَاءَ كَلاّ بَلْ هُوَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } .

يأمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يقرِّر المشركين بأن رازقهم هو الله ، لأنهم لا يمكن أن يقولوا إن آلهتهم ترزقهم فهي لا تملك الرزق ولا تملك مثقال ذرة في السماوات وفي الأرض . فهم كما يعترفون بأنهم لا يرزقهم من السماء والأرض إلا الله فكذلك فليعلموا أنه لا إله غيره وأنه المعبود وحده وأم ما يعبدون من دونه إلا تماثيل موهومة .

قوله : { وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ } يعني وإن أحد من الفريقين من المذعنين لله بالخضوع والطاعة ، المقرِّين له بالإلهية والوحدانية ، والمشركين الذين أشركوا به غيره من الأصنام والجمادات ، والمتخذين الأنداد من دو الله ، لعلى أحد الأمرين من الهدى ، والضلال المبين . أي في حيرة وعمه وتخبط . وهذا من باب اللف والنشر . أي أن أحد الفريقين محق ، والآخر مبطل ولا سبيل إلى أن تكونوا أنتم ونحن على الهدى أو على الضلال ، بل واحد منا مصيب ، أما نحن فقد أقمنا الحجة على أن الله حق وأنه وحده المتفرِّد بالإلهية والخلْق والرزق ، فدلَّ ذلك على بطلان ما أتم عليه من الشرك وعلى أننا نحن على الحق وجادة الصواب .