لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن - الخازن  
{۞قُلۡ مَن يَرۡزُقُكُم مِّنَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ قُلِ ٱللَّهُۖ وَإِنَّآ أَوۡ إِيَّاكُمۡ لَعَلَىٰ هُدًى أَوۡ فِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٖ} (24)

قوله عز وجل { قل من يرزقكم من السموات والأرض } يعني المطر والنبات { قل الله } يعني إن لم يقولوا إن رزاقنا هو الله فقل : أنت إن رازقكم هو الله { وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين } معناه ما نحن وأنتم على أمر واحد بل أحد الفريقين مهتد والآخر ضال ، وهذا ليس على طريق الشك بل جهة الإلزام والإنصاف في الحجاج ، كما يقول القائل أحدنا كاذب ، وهو يعلم أنه صادق وصاحبه كاذب فالنبي صلى الله عليه وسلم ومن اتبعه على الهدى ومن خالفه في ضلال فكذبهم من غير أن يصرح بالتكذيب ومنه بيت حسان :

أتهجوه ولست له بكفء *** فشركما لخيركما الفداء

وقيل أو بمعنى الواو ، ومعنى الآية إنا لعلى هدى وإنكم لفي ضلال مبين .