الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{قُلۡ إِنَّمَآ أُنذِرُكُم بِٱلۡوَحۡيِۚ وَلَا يَسۡمَعُ ٱلصُّمُّ ٱلدُّعَآءَ إِذَا مَا يُنذَرُونَ} (45)

قرىء : { وَلاَ يَسْمَعُ الصم } ولا تسمع الصم ، بالتاء والياء ، أي : لا تسمع أنت الصم ، ولا يسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم . ولا يسمع الصم ، من أسمع .

فإن قلت : الصم لا يسمعون دعاء المبشر كما لا يسمعون دعاء المنذر . فكيف قيل : { إِذَا مَا يُنذَرُونَ } ؟ قلت : اللام في الصم إشارة إلى هؤلاء المنذرين ، كائنة للعهد لا للجنس . والأصل : ولا يسمعون إذا ما ينذرون ، فوضع الظاهر موضع المضمر للدلالة على تصامهم وسدّهم أسماعهم إذا أنذروا . أي : هم على هذه الصفة من الجراءة والجسارة على التصامّ من آيات الإنذار .