الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{قُرۡءَانًا عَرَبِيًّا غَيۡرَ ذِي عِوَجٖ لَّعَلَّهُمۡ يَتَّقُونَ} (28)

{ قُرْءاناً عَرَبِيّاً } حال مؤكدة كقولك : جاءني زيد رجلاً صالحاً وإنساناً عاقلاً ، ويجوز أن ينتصب على المدح { غَيْرَ ذِى عِوَجٍ } مستقيماً بريئاً من التناقض والاختلاف . فإن قلت : فهلا قيل : مستقيماً : أو غير معوج ؟ قلت : فيه فائدتان ، إحداهما : نفي أن يكون فيه عوج قط ، كما قال : { وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا } [ الكهف : 1 ] والثانية : أن لفظ العوج مختص بالمعاني دون الأعيان ، وقيل : المراد بالعوج : الشكّ واللبس . وأنشد :

وَقَدْ أَتَاكَ يَقِينٌ غَيْرُ ذِي عِوَجٍ *** مِنَ الإله وَقَوْلٌ غَيْرُ مَكْذُوبِ